بينما قد لايقع حظر الخطاب المتسم بالغباء أو ذو النتائج العكسية تحت ما يجوز وصفه بالفكرة الحميدة، أليس من الأفضل معرفة ما يجول بخاطر الجُهَل و مواجهة ذياك الصنف من الخطاب بوسائل المنطق و الإقناع؟ – إنه لمن المنعش أن تقر قبرص بأن الأهواء و النزوات، التعسفية للمحكمة الجنائية الدولية لا تمثل الكلمة النهائية حول ما يشكل الواقع ولا مما لا يساوره الشك من قبل الدول ذات السيادة. إن القرارت العملاقة، الطموحة، العابرة للحدود للمحكمة لا تعتبر الكلمة النهائية التي يعتد بها.
من قبرص:
وافق المشرعون يوم الاثنين على تعديل التشريعات الحالية التي تجرم إنكار الإبادة الجماعية إذا تم الاعتراف الإبادة الجماعية محل النقاش من قبل مجلس النواب.
في الأساس، القضية تدور حول الإبادة الجماعية للأرمن، والتي تصدرت المشهد الأسبوع الماضي على ضوء الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس النواب الأرمني لقبرص بمناسبة الذكرى المائة للبإبادة الجماعية للأرمن
في وضعه الحالي، ينص القانون على أن إنكار الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية يعتبر عملا جنائيا فقط إذا ما تم الإعتراف بالإبادة الجماعية محل النقاش من قبل محكمة دولية عن طريق قرار لا رجعة فيه.
دولة قبرص من بين 22 دولة تعترف بحدوث الإبادة الجماعية للأرمن. و لكن لأن المحكمة الجنائية الدولية لم تعترف بحدوثها، فإن إنكارها حتى الآن لا يمثل جريمة جنائية هنا.