وفقا لتقرير لوكالة فرانس برس، فإن المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا قد قالت: “قبل شهرين التقيت بالمدعية العامة وأعتقد أنهم يحرزون تقدماً سريعاً، وآمل أن يكونوا مستعدين قريباً للترافع في القضية أمام المحكمة الجنائية الدولية”.
يبدوالامر عظيماً، ولكننا نطرح نفس السؤال اللذي طرحناه في مارس اذار عندما كانت بوكوفا تهنئ نفسها بإحالة “داعش” إلى المحكمة الجنائية الدولية على خلفية الدمارالذي لحق بالقطع الأثرية في الموصل وتعد بأن قرار الإحالة الجرئ الذي اتخذته سوف “يقوم بتعبئة جزء كبير من المجتمع الدولي”-و لمن لأي غاية؟ و كيف سيتم هذا الحشد؟
و يمكن القول بكلمات أخري أنه:
يبدو من غير المحتمل جدا أن عصابة من العدميين من الذين يقومون بجعل نقاط التفتيش العسكرية محروسة بجنود يبلغون من العمر اثني عشرة عاماً، و يقومون بحرق الأسرى على قيد الحياة، و يقومون بقطع رؤوس المدنيين غير المقاتلين بابتهاج أمام الكاميرا من أجل تحميل الفيديوهات على اليوتيوب ، ولا يفوتون فرصة لابراز حرصهم على الاستشهاد، سوف يكونون نفس النوع من الناس الذين يستبد بهم القلق بشأن رأي المجتمع الدولي.
ولكن دعونا نفترض، من أجل إقامة الحجة، أنهم من هذا النوع من الناس. لم يجب أن أن نخشى تتملكهم الخشية من المحكمة الجنائية الدولية- وهي المنظمة التي، بعد أكثر من عقد من الزمان و إنفاق 1 مليار دولار، قامت بالضبط بإنجاز إدانتين فقط في مقابل مواقف محرجة لا تعد ولا تحصى بجانب الفشل المتكرر؟
وإذا كان الغرض من المحكمة الجنائية الدولية -كما يتضح من سجلها الآسف، و هوسها الاحادي بمقاضاة البلدان التي لا حلفاء أقوياء لها بشكل انتقائي، و إفتخارها الزائف بالنزاهة – ليس في الواقع إحقاق العدالة الدولية أو حتى الردع، فما هو الغرض إذن؟
الجواب، في أكثر الأحيان، يبدو أنه هو: إنما هي أداة للقوى العظمى لفرض إرادتها وربما أغلى مصنع لإصدار البيانات الصحفية في تاريخ البشرية يعبر عن حالة الغضب المغموسة في العجز.
بإمكان بوكوفا إنشاء حساب للتجريح على تويتر بدلاً عن ذلك- و يمكن الرهان على أنه سيكون فعالاً بنفس القدر و أقل تكلفة بشكل كبير…